«المخاوف» على الربيع !! ـ رشيد حسن

مقالات 0 admin

تخشى الخارجية الاميركية أن تنحرف الثورات العربية عن أهدافها، وتعيد انتاج النماذج السابقة ، فلا ديمقراطية ، ولا احترام لحقوق الانسان، ولا تداول للسلطة..الخ. وكأن الربيع العربي لم يمر بهذه البلاد، بعد أن تحول الى خريف بسرعة ..!!

وعلى فرض أن هذه المخاوف صحيحة ، ونضع تحت كلمة “المخاوف “ سطرين فمن السبب؟؟ وقبل ذلك وبعده نسأل من الرابحون ومن الخاسرون من الربيع العربي؟؟ نجزم أن العدو الصهيوني وأميركا والطغاة وكل أعداء الحرية والديمقراطية … هم الخاسرون.

اما الرابحون .. فهم الشعوب العربية التي قاست وعانت من الظلم والجور والطغيان كثيرا، حتى فقدت آدميتها وأصبحت مجرد أرقام في نظر اعدائها ..!1 لقد وظفت واشنطن كل امكاناتها المرئية وغير المرئية، وهي بلا شك امكانات هائلة جدا، لترويض الثورات العربية، وحرفها عن مسارها، بعد أن فوجئت بسقوط أهم وأخطر عميلين لها في المنطقة :مبارك وابن علي، ويكفي أن نشير بان ابن اليعازر الوزير الاسرائيلي وصديق مبارك وصفه “بانه كنز استراتيجي لاسرائيل” .

واشنطن ومن لف لفها ليست سعيدة حقا بالربيع العربي، لأنه يعيد للامة حريتها وارادتها المصادرة منذ زمن بعيد، ويعيد لها نفطها وثرواتها المنهوبة، واموالها المكدسة في البنوك الاميركية والغربية.

والربيع كفيل بافراز قيادات وطنية تملك قرارها ، بعد أن ملكت حريتها وارادتها ، وقبل ذلك كرامتها وتصر ان تعاملها واشنطن بندية، وليس معاملة التابع المرتهن الذليل.

وهو أيضا، بعد كَسر حاجزي الخوف والصمت ، أشر على الحقيقة الاهم التي تجاهلها الطغاة، وتجاهلها اعداؤها ، وهي أن هذه الشعوب .. هي شعب واحد ، من ارومة واحدة ، فما أن انبعثت شعلة الحرية من جسد البوعزيزي ،حتى سرى نورها المبارك في كل الاقطار من طنجة وحتى مسقط، كما تسري النار في الهشيم.

اميركا ليست صادقة فيما تدعي ، فهي ليست حريصة على الربيع العربي ، ولا على نجاح الثورات العربية، بل عملت على افشالها ، فما حدث في ليبيا وسوريا هو دليل على أن اميركا وحلفاءها خطفوا الثورتين؛ ما أدى الى نشوء حرب أهلية قذرة، فتحت الباب على مصراعيه للتدخلات الاجنبية، وهذا في حد ذاته أشاع الاحباط واليأس ، وحول الربيع الى خريف.

لقد عملت واشنطن على فتح الخطوط مع الاسلام السياسي بقيادة العراب اردوغان، واستجابة لنصيحة نيكسون في كتابه “ الفرصة الاخيرة” بعد أن اقنعهم العراب ان الاخوان يمثلون الاسلام المعتدل وليس الاسلام الجهادي. وهو ما أكدته تصريحات الغنوشي ومرسي باحترامها للمعاهدات المعقودة مع العدو الصهيوني، وجاءت تصريحات رئبس الأركان الاسرائيلي على موقع “ويللا” الصهيوني لتضيف بعدا آخر “التنسيق مع مصر أفضل مما كان”.!!!

أميركا ليست معنية بالديمقراطية ، وليست معنية بنشرها في العالم العربي، بدليل انها تحالف دولا ليست ديمقراطية بل “ثيوقراطية” وتقوم بحمايتها والدفاع عنها.

باختصار.. اميركا عملت على اجهاض الثورات العربية، وتحويل الربيع الى خريف؛ لانه يشكل خطرا على مصالحها ومصالح حليفتها اسرائيل.

 23/4/2013– الدستور

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة