لدى اسرائيل سبب وجيه للقلق: ‘الخطوط الحمراء’ تتمدد حتى درجة التغيير الاستراتيجي للواقع ـ شمعون شيفر

مقالات 0 admin

الخلافات التي انكشفت امس بين اسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة هل استخدم الاسد سلاحا كيميائيا في الحرب الاهلية في سوريا، ذكرتني بقصة وقعت في عهد حكم الشاه بهلوي في ايران.

كما يذكر، في السبعينيات، قبل الثورة الاسلامية، كانت العلاقات بين أجهزة الاستخبارات والامن الاسرائيلية وتلك الايرانية وثيقة للغاية. عمليا، اصبحت اسرائيل الحليف الاهم للنظام في طهران، الثاني فقط للامريكيين.

في أحد الايام، حسب القصة، طلب سفراء الدول العربية في ايران لقاء عاجلا مع الشاه. واحتجوا ‘لسنا مستعدين للموافقة على الوضع القائم الذي تهبط فيه طائرات ال عال وتقلع من المطار في طهران’، فقال الشاه مدعيا البراءة: ‘لا اعرف عما تتحدثون. لا تهبط عندنا أي طائرة اسرائيلية’.

‘ولكن لدينا صورا للطائرات الاسرائيلية ويمكننا أن نعرضها عليك’، اصر احد السفراء، واوشك على ان يسحب من حقيبته دلائل الادانة. ‘الى هنا’، قال الشاه بغضب، ‘لن تدعوني كاذبا’. وانتهى اللقاء هكذا، وخرج المندوبون العرب منه حرجين.

وضعية مشابهة تقريبا حصلت امس بين اسرائيل والولايات المتحدة. رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات صرح بان لدى اسرائيل أدلة على أن الاسد استخدم ضد معارضيه غاز الاعصاب.

وبالمناسبة، فقد عرض الطرف الاسرائيلي على اوباما، عند زيارته الى اسرائيل، أدلة مختلفة تعزز هذا الادعاء. كما عرض على وزير الدفاع هيغل، لدى زيارتـه الى البلاد هذا الاسبوع، ادلة مشابهة ايضا.

غير أن ادارة اوباما، التي حددت استخدام الاسد للسلاح الكيميائي ‘خطا أحمر’، ترفض الاقتناع. فالامريكيون غير مستعدين لان تقرر اسرائيل لهم متى سيرسل جنود امريكيون الى سوريا. تماما مثل الشاه الفارسي في القصة، فهم لا يبحثون عن أدلة، ويفضلون ان يقرروا بأنفسهم متى تنضج الظروف للتدخل. وهم يقولون لنظرائهم بانهم لا يزالون يبحثون عن أدلة ذاتية من الميدان. او بتعبير آخر: لا تشوشوا لنا العقل. نحن نقرر متى نتدخل.

الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من هذه الحادثة هو أنه في المسألة الاشد على جدول الاعمال ايضا مسألة السباق الايراني نحو السلاح النووي لن تسمح الولايات المتحدة لاحد بان يدفعها الى التدخل. هي التي ستقرر متى اجتاز الايرانيون الخط الاحمر، ومتى تحين اللحظة للعمل. ومثلما تبدو الامور من هنا، فان لدى اسرائيل سببا وجيها للقلق. ‘الخطوط الحمراء’ كما يتبين، طبيعتها أن تتمدد حتى درجة التغيير الاستراتيجي للواقع. اوباما سيسمح للطرف الاسرائيلي بالمحاولة وبالاقناع، ولكن القرارات ستتخذ في نهاية المطاف في الغرفة البيضوية وليس في القدس.

يديعوت – 24/4/2013

صحف عبرية

عن القدس العربي ـ APRIL 24, 2013

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة