أمريكا والفخ السوري ـ أنور ماجد عشقي

مقالات 0 admin

ما إن أعلنت واشنطن أن جبهة النصرة التي تحارب في سورية منظمة إرهابية، حتى نفت المعارضة ذلك، فكتبت بحثا عن الموقف في سورية، وأجريت حوارا مع أحد مستشاري المركز من السوريين، فاستطاع إقناعي بأن جبهة النصرة ما هي إلا لعبة سورية.

فجبهة النصرة جاءت من العراق من بقايا جماعة أبو مصعب الزرقاوي، وبعدما استرجعت الذاكرة وتذكرت زيارتي إلى دمشق ضمن مؤتمر رابطة العالم الإسلامي عام 2003م بعنوان «الملتقى الأول للاجتهاد الفقهي وضوابطه» ولقاء بشار الأسد ونائبه زهير المشارقة، والعماد مصطفى طلاس، وأحمد جبريل، وكانوا جميعا يعزفون على وتر واحد هو أن عدو العرب هو أمريكا ولا بد من إخراجهم من العراق.

كان معنا بعض من كبار الرموز الدينية في العالم الإسلامي وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي، لقد كان هدف القيادة السورية في ذلك الوقت إقناع العلماء بدفع الشباب عبر سورية إلى الجهاد في العراق لضرب القوات الأمريكية والمدنيين في المناطق السنية، بينما كان التوجيه الإيراني لشيعة الجنوب هو أن يحافظوا على التحالف مع أمريكا لتمكينهم من السيطرة على العراق ، ووقع الأمريكان في الفخ الإيراني السوري، وكانت النتيجة هو ما آل إليه الأمر في العراق.

واليوم يحاول مجددا النظام السوري في خلط الأوراق، ولهذا ترددت أمريكا في تسليح الجيش الحر، وعندما أخذ الكونجرس يحض السلطة التنفيذية على التدخل في العراق، وإيقاف الحرب، وتسليح المعارضة، أمرت القيادة في سورية جبهة النصرة بإعلان ولائها للقاعدة، وهذا ما أربك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا. لقد استطاعت النصرة أن تسيطر على قرية في الشمال السوري تبعد 40 كيلومترا من حلب وأطلقوا عليها إمارة اعزاز الإسلامية، وهي بلدة لا يزيد سكانها عن 10.000 نسمة، وبهذا استطاعت السلطات السورية إخافة دول أوروبا من الخلافة الإسلامية، فتراجعت، وأفزعت أمريكا من القاعدة فتوقفت عن تسليح المعارضة.

فهل قررت أمريكا ودول أوروبا أن يظل الموقف لا غالب ولا مغلوب لعشرات السنين حتى يصبح بالإمكان استنزاف سورية وحزب الله وإيران؟. هذا السؤال يحتاج للإجابة.

28/4/2013- عكاظ

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة