فتوى اللبواني أشد من القتل ـ جفرا بهاء
كم أحسست بالغصة والحرقة على آلاف الشباب من بلدي الذي قضوا ويقضون سنوات في اعتقالات الاسد، عندما قرأت اتهام اللبواني للخطيب بنفس التهمة التي يلصقها النظام بكل ما يعارضه “يوهن الأمة”.
وهاهو اللبواني يخرج علينا بفتوى تطالب باعتقال معاذ الخطيب بتلك التهمة التي لاحقتنا لسنوات وسنوات.
لطالما تمنيت أن تكون مداخلة كمال اللبواني في آخر الاخبار عن سوريا في محطات التلفزة لأستطيع تجنب سماعها، وإن لم يكن الوحيد الذي يشعرني بضآلة المعارضة السورية، فإنه واحد من أكثر المعارضين السوريين “بعبعة” و”جعجعة”.
منذ أن خرج اللبواني من سوريا، وهو يحمل السنوات الثلاث التي قضاها بالسجن كالسكين على أعناقنا، وكأننا كشعب كتب علينا أن ندفع ثمن سجن اللبواني والمالح وكل من قضى ولو يوماً واحداً في معتقلات وسجون الاحتلال الأسدي لسوريا..
يحمل اللبواني مسدسه ويطلق النار العشوائي ظناً منه أن من يسمعه ويقرأه لا يعدو كونه جاهلاً، وفي الاحتمال الثاني فإن كل طلقة إن لم تقتل منافس فإنها تثير ما يكفي من الضجة، وآخر ما صدر عن المعارض المعتقل السابق “فهيم عصره وزمانه” أنه ” لو كنت قاضياً لأمرت باعتقال الخطيب ومحاكمته بحسب المادة 286 من (قانون العقوبات العام)، التي تنص على اعتقال كل من يوهن الأمة خلال الحرب”، والخطيب الذي يعنيه طبعا هو رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب.
اتهامات ترمى جذافاً، فيطالب اللبواني باعتقال الخطيب ومحاكمته، وعلينا أن نحمد الله أن اللبواني لم يتبوأ سلطة حقيقية في حياته، إذ يبدو أن فكرة مصطفى حجازي التي فرد لها صفحات في مؤلفاته حول التماهي بالسلطة والمتسلط تأتي في سياق كلام واتهامات اللبواني وكأنها كتبت له وعنه، وتبدو سنين السجن التي قضاها في المعتقل أخرجته إلى العالم الحقيقي معارض يريد ممارسة نفس الطريقة التي عامله بها النظام مع كل من يختاره هو نفسه.
يرى اللبواني مستعيناً بخبرة قانونية “يحسد عليها” أنه ووفقاً للمادة 286 فإن “من قام في سورية في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاوة ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عوقب بالاعتقال الموقت”.
وإن كان الشيطان دائماَ يسكن في التفاصيل فإن تفاصيل اتهامات اللبواني للخطيب تضعنا في مكانين لا ثالث لهما، فإما الشعب السوري بمعظمه والذي ايد الخطيب ورفع له اللافتات التي تشيد بأخلاقه، هذا الشعب جاهل وفي أحسن الأحوال “درويش” على باب الله، ولتكون المحصلة أن الثورة التي يتغنى بها السوريون ويضربها مثلاً الكثير من الشعوب ما هي إلا رمية من غير رامي.
والمكان الثاني أن اللبواني وبعد أن فرغ من كل الاتهامات التي لم ينج منها أحد بدءاً من المعارضين ومروراً بالثوار ، وانطلاقاً من أن كل من لا يغازلني فهو خصمي.
لم يكن ينقصنا كشعب سوري بعد كل تلك التلميحات التي كتبها معاذ الخطيب، إلا إشارات واتهامات اللبواني، وإن كنا نقف مبدئياً موقف المتفرج على أمل أن تسقط معلومة من هنا أو هناك، فإننا لم نجد للأسف إلا مهاترات، ولعب بالثورة، وكأن الشعب الذي صنع الثورة عليه أن يغلفها ويقدمها هدية لكل معارض ينتظر منصب أو وعد بمنصب، وكأن اللبواني ورفاقه لا هم لهم إلا حجز ذلك الكرسي الذي سقط حتى قبل سقوط النظام.
28/4/2013 – الشبكة العربية العالمية