"حزب الله" في خدمة إسرائيل؟ ـ علي حماده

مقالات 0 admin

حسناً، اكد الامين العام لـ”حزب الله” في اطلالته التلفزيونية الاخيرة ان القرار الكبير اتخذ بتورط كامل لحزبه في سوريا، وبالقتال الى جانب قتلة الاطفال تحت جملة من الشعارات التي ما استخدمت إلا لاقناع بيئة هي في الاصل مقتنعة. وقد زاوج نصرالله بين القتال للدفاع عن سوريا “مقاومة وممانعة ” والقتال من اجل حمايات مزارات دينية، لكنه من الناحية الاخلاقية اصطف مع القاتل ضد الضحية من دون اي تردد، الامر الذي يثبت مرة جديدة ان “حزب الله” تنظيم فولاذي فاشيستي ومذهبي، وقد اوجد لخدمة وظيفة خارجية. وقد صدق زميلنا الراحل الكبير سهيل عبود حين كان يردد دائما، وعلى مدى عشرين عاما ان “حزب الله” جالية ايرانية في لبنان حتى لو حصد مئة وخمسين بالمئة من اصوات بيئته في الانتخابات النيابية !

 

ان يكون “حزب الله” في خدمة مشروع ايران الاقليمي امر مفهوم وواضح، لكن ان يكون في خدمة اسرائيل فأمر اخر. فقد دفع مقاتليه الى قلب سوريا لقتال الشعب السوري الثائر على اكثر نظام تبادل الخدمات مع اسرائيل في العقود الاربعة الاخيرة، وهو الذي لا يزال يتمتع بغطاء اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة والذي يعوق اتخاذ ادارة باراك اوباما قرارا واضحا بدعم الثورة تحت عنوان الخوف من الاصوليات و”القاعدة “، كل هذا يضع حزب السيد حسن نصرالله ودولة بنيامين نتنياهو في موقع التحالف وتبادل الخدمات المباشرة بدماء السوريين ولحمهم العاري، وفي النتيجة يجعل منهما حليفين لدودين في سوريا وجارين متعايشين على ضفتي الحدود بين لبنان واسرائيل، فكيف يوفق نصرالله وحزبه بين الزعم ان المعركة هي لمنع سقوط سوريا بايدي اميركا واسرائيل، وحقيقة ان اسرائيل تخوض معركة بشار الاسد الدولية في كل العواصم المعنية من اوروبا الى اميركا ؟

 

كل ما تقدم، ان دل على شيء فإنه يدل على صحة ما كنا نقوله طوال الاعوام الماضية، وخصوصا منذ حرب ٢٠٠٦، ان “حزب الله” اشعل حربا نيابة عن ايران في الجنوب، متسببا بقتل الف وثلاثمئة لبناني، وخسائر بمليارات الدولارات، ثم ابرم هدنة شبيهة باتفاق وقف النار في الجولان الذي ابرمه حافظ الاسد سنة ١٩٧٤. ثم استدار نحو الداخل اللبناني ليخوض معركة السطو على لبنان بأسره مستعينا بسطحية البعض، وبشهية البعض الآخر المادية، وبجبن البعض الثالث. والاهم من ذلك كله استعان بتغاض دولي تجاهه برره التزامه ” استقرار” حدود اسرائيل الشمالية واحترامه الالتزام منذ آب ٢٠٠٦ الى اليوم، اي اكثر من سبعة اعوام متتالية. والسؤال : ماذا تريد اسرائيل اكثر؟ قليقتل “حزب الله” ماشاء من اللبنانيين، وليستول على الدولة بأسرها، وليقتل آلاف السوريين.

 

قصارى القول ان تقاطع المصالح بين حزب السيد حسن نصرالله ودولة بنيامين نتنياهو لافت للغاية. لكن ثمة اصواتا خرجت تدعو الى تشجيع نصرالله على مزيد من قتل السوريين علها تكون بداية النهاية لاكبر كذبة في التاريخ، اسمها “مقاومة”.

4/5/2013 – النهار

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة