كيف نشأت القبضة الحديد ومَن الذين يشاغبون عليها؟ النبطية (جنوب لبنان) – حازم صاغيّة وبيسان الشيخ

مقالات 0 admin

بعد أن تناولت الحلقة الأولى انتكاس التفاؤل وسيطرة «حزب الله» على المجتمع أطفالاً وكباراً، أحياءً وشهداء، في النبطية ومحيطها، هنا حلقة ثانية:

لم يعرف أهل النبطيّة حدّة الاستقطابات كما عرفوها في العقدين الماضيين. صحيحٌ أنّ الخلافات والمنازعات ليست جديدة عليهم إذ ترجع بهم إلى الانقسام أسعديّين وعسيرانيّين، كما تعرّج على المقاومة الفلسطينيّة وصعود اليسار وما أثاراه. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ الحرارة التي كانت تتسبّب بها تلك الخلافات لا تُقاس، عمقاً واتّساعاً، بما أسّسته نشأة «حزب الله» وتعاظم دوره.

ففي حرب 1958 الأهليّة مثلاً، حيث حُسب المسيحيّون في النبطيّة وفي عموم لبنان، على كميل شمعون وعهده، لم يحصل ما يؤذيهم فكانوا، وفق وصف أحدهم، «يزرعون البستان ويغيبون لأسابيع ثمّ يعودون ويجدون أكواز الذرة لم تُمسّ». واستمرّ الهدوء بين 1958 و1975، على رغم الاستياء الواسع من السلاح الفلسطينيّ. على أنّه لم يظهر تحوّل ملحوظ إلاّ مع القصف الإسرائيليّ للمخيّم الفلسطينيّ قرب حي البيّاض ردّاً على العمليّات الفدائيّة. وفي 1978، مع اشتداد ذاك القصف، اتّسعت موجة النزوح إلى بيروت.

موسى الصدر

في هذه الغضون ظهرت زعامة الإمام موسى الصدر وكان لظهورها دويّ قويّ في النبطيّة. فبسبب وفاة النائب الأسعديّ غالب شاهين في 1974، خيضت معركة فرعيّة بدت يومذاك بعيدة الدلالات. فقد رشّح كامل الأسعد كامل علي أحمد فيما رشّح الصدر رفيق شاهين. وبعد الفشل في الاتّفاق على مرشّح واحد، هو هاني فحص، يتولّى مواجهة المرشّح الأسعديّ، رشّح الشيوعيّون عادل الصبّاح، والبعثيّون العراقيّون الشاعر موسى شعيب. وقد فاز شاهين، مرشّح الصدر، بعشرة آلاف صوت، وكان علي أحمد، مرشّح الأسعد، أوّل الراسبين بنيله ستّة آلاف وخمسمئة صوت، بينما لم يصل الشيوعيّ الصبّاح إلى الألفين، ولم يحصد البعثيّ شعيب إلاّ 1200 صوت.

لقد فُتحت صفحة جديدة في التاريخ السياسيّ للنبطيّة وللجنوب عنوانها العريض موسى الصدر. ولمّا ناوأتْه الرموز التقليديّة الدينيّة في معظمها، استقوى الإمام بالمتعلّمين والموظّفين والمهاجرين كما بالفلاّحين، وتراءى لكثيرين أنّه رمز خلاص من «الإقطاعين» السياسيّ والدينيّ في آن. لكنْ بقدر ما نمّ صعود الصدر عن تطييف الشيعة، عملاً بما حلّ بالموارنة والسنّة قبلهم، فإنّه أشار إلى بدايات ضمور الأسعديّة بوصفها أبرز حالات السياسة التقليديّة في الجنوب، ونبّه إلى أنّ ضجيج أحزاب اليسار، بوصفها البديل الوحيد للأسعد، أكبر كثيراً من واقعها الفعليّ.

وبدوره، لم ينفصل بروز الصدر، ومعه الزواج الشيعيّ الجديد بين الدين والطائفة والسياسة، عن تراجع «حركة التحرّر العربيّة» ابتداء بهزيمة جمال عبدالناصر في 1967، وهو ما لم تستطع تعويضه المقاومة الفلسطينيّة التي وقعت على اللبنانيّين وقعاً خلافيّاً، كما تردّت علاقاتها سريعاً بأهل الجنوب الشيعة.

1982 وما بعد

مع الاجتياح الإسرائيليّ في 1982، رُشّ الرزّ على الإسرائيليّين في النبطيّة كما في مناطق أخرى من الجنوب. كذلك مَنع أهالي النبطيّة الفلسطينيّين من العودة إلى مخيّمهم واستعادوا الأراضي والأملاك التي كانت منظّماتهم المسلّحة تضع اليد عليها.

وما لبث الاشتباك مع الإسرائيليّين أن حلّ محلّ الاشتباك مع الفلسطينيّين، بحثاً عن «هويّة عامليّة لا يدنّسها غريب». لكنْ ظلّت أمور العيش اليوميّ، مع هذا، معقولة نسبيّاً. فالذين عادوا إلى مدنهم وقراهم استطاعوا أن يستأنفوا بعضاً من أوجه الحياة القديمة، على رغم خوفهم من عمليّات الانتقام الإسرائيليّة ردّاً على عمليّات تُشنّ على الجنود المحتلّين.

وفي طور ولادة «حزب الله»، انسحبت القوّات الإسرائيليّة، عام 1985، من مدينة النبطيّة وإن بقيت على التلال المحيطة بها، تشرف عليها من فوق. آنذاك سادت حقبة «القبضة الحديد»، فيما انتعش الحزبان الشيعيّان، «حزب الله» و«أمل»، واكتسب أوّلهما علنيّة نضاليّة لم تكن له من قبل.

لكنْ في موازاة قفزة عمرانيّة تسبّبت بها تحويلات المغتربين مع عودة النبطانيّين إلى مدينتهم، بدأ التحكّم الحزبيّ الصريح بالمدينة: «في البداية»، كما يروي واحد ممّن عاشوا تلك المرحلة عن قرب، «كان دخولهم عنفيّاً جدّاً. منعوا المشروبات ومنعوا الموسيقى كما منعوا الانتماء إلى أحزاب أو تيّارات سياسيّة أخرى، وما لبثت أن بدأت مرحلة الاغتيالات فيما استتبّ الخوف في نفوس الناس.

طبعاً لم تجر تحقيقات في أعمال الاغتيال ولم يُسمَّ الفاعلون، لكنّ الجميع أدرك أنّها قبضة «حزب الله» الحديد. الذين تمّ اغتيالهم كانوا في غالبهم شيوعيّين، لكنّ بعض من أقدموا على عقد زيجات مختلطة، شيعيّة – مسيحيّة، اغتيلوا أيضاً. كوادر اليسار الذين نجوا من القتل تعرّضوا للتعذيب كي يسكتوا، وقد سكتوا، أو غادروا الجنوب هرباً. والجميع راحوا يلتزمون بيوتهم بعد الغروب».

الحزب والحركة

بيد أنّ التعايش القلق بين الحزبين الشيعيّين لم يعمّر طويلاً. ففي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بلغ التوتّر بينهما أشدّه، وإلى النبطيّة وسواها امتدّ مناخ الاشتباكات التي عرف إقليم التفّاح ذروتها. على أنّه بعد التسوية التي أنتجتها وساطات السوريّين والإيرانيّين، استقرّ تركيز الحزب على المقاومة فيما ركّزت الحركة على الوظائف والتنفيعات التي تتيحها الدولة، لا سيّما مجلس الجنوب، ومنذ 1992، رئاسة مجلس النوّاب.

وكان لتلك التطوّرات أن رسمت بعض ملامح الخريطة الحزبيّة في النبطيّة: فقد لوحظ أنّ معظم شبّان البيئة الأسعديّة تقليديّاً، ممّن ورثوا التحفّظ عن موسى الصدر وأمل، اتّجهوا إلى «حزب الله»، بينما اتّجه أغلب شبّان البيئة العسيرانيّة، المتحفّظة عن الأسعد والمتعاطفة مع الصدر، إلى أمل. وفي النبطيّة، كما في عموم الجنوب، تحوّلت أمل ملاذاً واسعاً للخارجين على عقائد الحزب ونفوذه، كما للباحثين عن وظيفة أو دخل أو مكانة أهليّة. ولمّا كان الحزب أكثر إيديولوجيّةً بلا قياس، وكانت إيران توفّر له المداخيل التي تعفيه من التورّط في شبكات الزبائنيّة اللبنانيّة، اتّسم الحركيّ بصورة مشوّشة أخلاقيّاً وبشيء من الفظاظة في التعامل مع السكّان، بينما اتّسم الحزبيّ بصورة الأخلاقيّ المؤدَّب. لقد كان في ذلك شيء من «طالبان» الأفغانيّة قياساً بأمراء الحرب «المجاهدين».

بيد أنّ الأمور إذ هدأت بينهما واستقرّت في التسعينات، بدآ يتكيّفان مع السكّان بالتي هي أحسن. هكذا حلّ شيء من التساهل، الذي تسنده الثقة بالنفس، في ما خصّ الكحول وفي عموم التعامل مع الناس. وبعدما كان مديرو المدارس، مثلاً، يتبلغون كتابيّاً بضرورة حضور اجتماع يُعقد في مركز الحركة أو الحزب، وكانت الطريقة آمرة وفوقيّة، بات ممثّل عن الحزب يحضر إلى المدرسة ويقابل الجسم التعليميّ ليبلغه بالمطالب، والمطالبُ يتصدّرها إدخال الدروس الدينيّة في المنهاج وتغيير العطلة الأسبوعيّة من سبت وأحد الى جمعة وأحد. وقد طُبّق ذلك حتّى في مدارس الإرساليّات المسيحيّة، ومنها الإنجيليّة التي التزمت مرغمةً بالقرار.

والحال أنّه بعد الـ2000 ودخول الجيش بنتيجة التحرير، أُوقفت دروس الدين وأُعيد يوم السبت يوم عطلة أسبوعيّة عملاً بالنظام الداخليّ وما تقرّه وزارة التربية. وهذا وغيره لم يدلاّ على امتلاك الدولة سلطة فعليّة، بقدر ما دلاّ على استعداد الحزب، وقد راكم في يديه مجد انتصار الـ2000، لتقديم تنازلات موقّتة في التفاصيل. ذاك أنّ الثقافة الدينيّة كانت قد استحكمت مع التحرير الذي عزّز قيم التعبئة ومعانيها، ولم يعد فرضها يتطلّب الهراوات الثقيلة.

بؤر الشغب

يستحيل على النبطانيّين أو سواهم من الجنوبيّين أن يقاوموا «حزب الله»، وهم ليسوا في هذا الوارد أصلاً. لكنّ ذلك لا يلغي وجود بؤر للمشاغبة عليه تتجسّد أهمّها بالشيخ عبد الحسين صادق، حفيد عبد الحسين الكبير.

ومن غير أن يكون مشهوداً له بالقيادة الكاريزميّة، يحظى صادق بالرصيد الدينيّ – العائليّ المتين، كما يبدو أنّ قضيّته الأولى التزام عاشوراء والحفاظ على طابعها التقليديّ وما ينجرّ عن ذلك من إحياء للمناسبات الحسينيّة.

وفي حرصه على شيعيّة تقليديّة ما قبل خمينيّة، تذكّر برجال دين كآية الله شريعتمداري مثلاً، وقف صادق ضدّ تحريم الحزب التطبيرَ واللطم على أجساد عارية. وأغلب الظنّ أنّ صادق في موقفه هذا يستند إلى موقف وقفه جدّه حتّى بات إرثاً بيتيّاً، وعارضه فيه رجال الدين الشيعة الأكثر تنوّراً آنذاك وعلى رأسهم محسن الأمين. بيد أنّ ما يؤجّج اعتراض صادق خروج «حزب الله»، من خلال مسيراته في عاشوراء وعبر علامات وإشارات إيرانيّة متكاثرة، عن إجماعات قديمة في ممارسة تلك الطقوس، وهذا ناهيك عن التدخّل في تحديد مواعيد الأعياد أو ظهور الهلال.

وربّما كـــان ما يـــفوق ذلـــك أهميّة صراع الاثـــنين على المساجد الدينيّة في النبطيّة، الأمر الذي دفـــع به إلى التحالف مع حركة أمل للوقوف في وجه الزحف الحزبيّ.

وبالفعل تمكّن الحزب من أن يضع يده على مساجد لا شيوخ لها، ولا يستطيع صادق، بشبكته المشيخيّة، أن يغطّيها. إلاّ أنّ الحسينيّة المركزيّة بقيت في عهدته، وهي ربّما كانت الوحيدة التي تخلو من صور لخامنئي أو لحسن نصر الله. على أنّ ما يساعد صادق في شغبه على الحزب خلوّ الأخير من رجال دين مرموقين. ففي مقابل ترسانته المتوارَثة في علوم الدين، يبقى الشيوخ الحزبيّون محكومين بسقف المرجعيّة الخامنئيّة الذي يخفض كلّ قامة طموحة. فإذا قيل إنّ ثمّة ثلاثة أو أربعة من شيوخ الحزب الذين يجرى إعدادهم لمرحلة ما بعد صادق، قيل، في المقابل، إنّ نجل الأخير، علاء، سوف يعود قريباً من دراسته في إيران كي يتولّى زمام أمور الدين والدنيا.

لقد حال صادق دون اجتماع السياسيّ والشيخ في مشروع «حزب الله»، وهذا نقص يؤرّق كلّ حزب دينيّ يسعى إلى امتلاك الأرض بقوّة السماء.

النبطانيّون «الأصليّون»

لا تخفى عصبيّة النبطانيّين «الأصليّين» لمدينتهــــم التي يرون أنّ معظم عناصر الــــحزب والحركة أتوا إليها من خارجها، أي من القرى التي يميل المدينيّون عموماً إلى التباهي عليها. أمّا الحزبيّون من المدينة نفسها فيبدون لهم أقلّ تزمّتاً وتعبويّة.

وحتّى اليوم لا تملك هذه المدينيّة الكثير تشاغب به على «حزب الله»، ما خلا تأوّهات البيوت والغرف المغلقة. لكنّنا، هنا، نسمع الكثير ممّا يتعدّى السياسة والتحكّم الحزبيّ. فوفق روايةٍ، بات معظم المحالّ التجاريّة يعود إلى أهل القرى المجاورة ممّن حملوا معهم معتقداتهم وعاداتهم إلى المدينة. هكذا صارت صناديق الخضار المعروضة للبيع مثلاً تندفع من دكاكينها إلى منتصف الطريق العامّ فتقضم الأرصفة أو تضيّقها.

كذلك نسمع عن الرموز التي غدت شكلاً من أشكال السيطرة على النبطيّة وتغيير ما كان هويّة لها. فإلى جانب الصور والشعارات واليافطات الكثيرة، و«القماش البالي المتدلّي هنا وهناك»، تحمل السيّارات مكبّرات الصوت في كلّ وقت وتجوب الشوارع ناقلة اليقين إلى من يطلبونه ومن لا يطلبونه. «ففضلاً عن الأعلام والأصوات وصور الشهداء والقادة المحليّين، فإنّ لزعماء إيران صورهم الكثيرة أيضاً.

وهذا ما يضرب على حسّك الحضاريّ»، على ما قال نبطانيّ «أصليّ». وهو ما يجعل «الأصليّين» ميّالين إلى «التقوقع في بيوتنا»، وإلى فتور في ممارسة العلاقات الاجتماعيّة بين العائلات بسبب أجواء التعبئة، بحيث بتنا «لا نلتقي إلا في مناسبات العزاء».

وثمّة من يتحدّث أيضاً عن إطلاق النار في الجـــنازات بوصـــفه سلوكاً جديداً يشبه «التحلّل الفلسطينيّ» في السبعينات. لكنّ ثمّة من يذهــــبون أبعد، فيقولون إنّ ما من نبطانيّ «أصليّ» واحد يرأس دائرة رسمية في النبطـــيّة، وحتّى «فتوّات» الأحياء و«الزعران» باتـــوا كلّهم من خارجها. وعاشوراء التي كانت «احتفالاً تطغى عليه مسْرَحة مقتل الحسين أمام وفود تأتي من سائر القرى على أحصنتها وجِمالها»، بما في ذلك من متعة ولهو وإيكزوتيك، صارت بدورها «طقساً عسكريّاً ومسيرات حزبيّة محاطة بصور القادة السياسيّين والدينيّين اللبنانيّين منهم والإيرانيّين».

والتحكّم يصل إلى التمثيل السياسيّ بأشكال عدّة. فالنوّاب الثلاثة الذين يحتلّون مقاعد النبطيّة اليوم يتقدّمهم محمّد رعد، نائب «حزب الله» ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الذي دخل البرلمان بـ62720 صوتاً، بينما لم ينل ابن مدينة النبطيّة ياسين جابر إلاّ 60068 صوتاً، فيما تراجع تأييد السياسيّ التقليديّ عبداللطيف الزين إلى 55250 صوتاً. وهذا فضلاً عن أنّ جابر محسوب على نبيه برّي الذي سبق أن أحلّه على اللائحة محلّ قريبه عماد، فيما الزين طاعن في السنّ يُشكّ كثيراً في قدرته على تشكيل وزن سياسيّ مستقلّ.

ولا يلوح التمثيل البلديّ أفضل حالاً. صحيح أنّ الحزب درج على مراضاة النبطانيّين «الأصليّين» بتحالفه مع مصطفى بدر الدين، رئيس البلدية السابق ونجل الدكتور علي بدر الدين الطبيب الانساني والمحبوب، في مواجهة أمل وصادق. إلاّ أنّه ما لبث، في الانتخابات الأخيرة، أن عدّل شروط المراضاة، بحيث أزيح بدر الدين وسُلّم رئاسة «جمعيّة العمل البلديّ»، وجيء إلى الرئاسة بنبطانيّ عضو في حزب الله هو الدكتور أحمد كحيل الذي يُجمع الكلّ على وصفه بـ «الأودمة» والنزاهة، فيما يتّهمه بعض خصوم الحزب بأنّه مسؤول أمنيّ في حزبه.

وفي الحالات جميعاً، فإنّ نسبة الاقتراع في المدينة التي جرت توأمتها أخيراً مع طهران، لم تتعدّ الثلاثين في المئة، دلالةً على ما يصفه البعض بـ «استنكاف النبطيّة السياسيّ».

* غداً حلقة أخيرة: تحدّيات السياسة والتعايش في زمن الثورة والأزمة السوريّتين

الحياة ـ ٨ مايو ٢٠١٣

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة