مع سوريا وضد "إسرائيل" ـ أنور صالح الخطيب

مقالات 0 admin

غطى القصف الإسرائيلي في دمشق على المذبحتين الوحشيتين اللتين نفذهما النظام السوري وميليشياته المسلحة في بلدة البيضا وفي مدينة بانياس فانشغل الناس والإعلام بالقصف ونتائجه وغاب الحديث عن المذابح الجديدة فقدمت الغارات الإسرائيلية خدمة إعلامية للنظام الذي عاد للحديث بعد الغارتين عن الممانعة والمقاومة والرد في الوقت المناسب فيما استمر في قتل أبناء الشعب السوري نساء وأطفال دون أن يرف لرأس النظام جفن أو يفكر في استغلال الضربة الإسرائيلية الموجعة في قلب الطاولة على الجميع والرد على الهجوم الإسرائيلي في قلب تل أبيب وهو الرد الذي كان يمكنه أن يغير كثيرا من المعادلة السورية وحتى كان من الممكن أن تذهب الأمور باتجاه وقف القتال في سوريا والتصدي المشترك”النظام والمعارضة” للعدو الحقيقي “إسرائيل” إلا أن نظام “الممانعة والمقاومة” كعادته لا زال ينتظر اللحظة المناسبة وفضل أن يوجه صواريخه لأطفال سوريا” العدو الحقيقي” لنظام العائلة في دمشق.

نظام بشار الأسد ببساطة لا يمكنه أن يقصف “إسرائيل” لا اليوم ولا غدا ولا في المستقبل وهو يمكن أن يوافق على سيناريو أن يقوم حلفاؤه ببعض الردود المدروسة والمحددة لإخفاء وجهه القبيح وإظهاره بمظهر الممانعة والمقاومة.

النظام وإعلامه استغل القصف والغارات الإسرائيلية على دمشق وجبل قاسيون أسوأ استغلال حيث ربط بين الاحتلال الإسرائيلية وما وصفه بالمعارضة التكفيرية وأعادت شاشاته نشر تصريحات حسن رستناوي بصفته ناطقا إعلاميا باسم، الجيش الحر إلى القناة الإسرائيلية الثانية، والتي عبر فيها عن الفرحة العارمة في قلوب الثوار السوريين بعد القصف الإسرائيلي لدمشق، وهو التصريح الذي لا يمكن أن يؤمن به ثائر حقيقي بأن يفرح لقصف بلده ولقد جاء بيان، لجيش الحر لينفي معرفته وإدانة الهجوم الإسرائيلي والنظام الذي حوّل سورية ساحة ليكشف حجم الخداع والمكر الإسرائيلي ومكر نظام السوري معا لتشويه سمعة المعارضة السورية المسلحة.

الغارات الإسرائيلية على دمشق لم تكن موجهة ضد النظام السوري بل ضد الشعب السوري ومقدراته وخشية من العدو الإسرائيلي أن تقع هذه المقدرات بيد المعارضة المسلحة مستقبلًا وهو ما تعتبره تهديدًا حقيقيا لأمنها.

لقد ظلت جبهة الجولان هادئة في عهد آل الأسد طوال أربعين عاما حتى أن تل أبيب لم تفكر ببناء سياج على الحدود يحمي أمنها إلا مؤخرًا وبعد أن استطاع الثوار السيطرة على مناطق قريبة من الجولان المحتل وهي لن تجد مثل نظام الأسد حاميا ومدافعا عن أمنها وبالتالي فإن ضعف النظام وبوادر سقوطه التي بدأت تظهر على الملأ وعدم قدرته طوال أكثر من عامين على كسر شوكة الثوار دفع “إسرائيل” وسيدفعها مستقبلا أيضا إلى التدخل في الحريق السوري كلما شعرت أن أمنها بات مهددا.

الملفت أن التدخل الإسرائيلي العنيف هذه المرة في المستنقع السوري جاء بعد أن ظهر في الأفق معالم حرب مذهبية طائفية في سوريا يقودها النظام وحلفاؤه في منطقة الساحل لترسيم حدود الدولة العلوية وفي الوقت الذي وقع فيه “حزب الله” في خطيئة التجييش الطائفي أيضًا الذي يتحدث عن الدفاع عن مرقد السيدة زينب وبقية آل البيت في استدعاء واضح لحرب مذهبية طائفية لا يمكن أن يربحها الشعب السوري وتربحها سوريا بل ستربحها “إسرائيل” التي ستصبح بحكم الأمر الواقع إذا نجح مخطط نظام الأسد في تقسيم سوريا وفي إنشاء الدولة العلوية – دولة طبيعية في المنطقة التي سيجري تقسيمها على أساس طائفي ومذهبي.

إذا ستجد الدولة اليهودية إلى جانب الدولة العلوية إلى جانب الدولة الكردية إلى جانب الدولة الدرزية وهلم جرا.

نحن المسلمون نحترم ونقدر آل البيت جميعا ونحترم ونقدر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا لا نستثني أحدا منهم وندافع عن مرقد السيدة زينب وجميع مراقد المسلمين ونعتقد أن الاعتداء عليها لأي سبب كان محرما. وبالتالي لا يمكن فهم تحويل الصراع في سوريا من صراع بين نظام قاتل وشعب يريد الحرية والانعتاق إلى صراع مذهبي طائفي إلا انه خطيئة كبيرة ومحاولة لإنقاذ النظام الذي بدا يتهاوى وحجة للتدخل إلى جانبه في حربه ضد شعبه.

لا يمكن لكل إنسان حر له ضمير حي إلا أن يكون ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تحتل أرض الشعب الفلسطيني وضد العدوان الإسرائيلي على سوريا وعلى مقدرات الشعب السوري.

والشعوب ليست غبية ولا يمكن التلاعب بعقولها وعواطفها وحرية الشعب السوري وخلاصه من نظام الاستبداد والديكتاتورية في دمشق سيكون مقدمة لخلاص الشعب الفلسطيني من الاحتلال… الحرية واحدة في سوريا وفي فلسطين وطبيعي أن تقف الشعوب إلى جانب سوريا ضد إسرائيل وضد نظام الأسد وعائلته معا.

9/5/2013 – الراية القطرية

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة