التحرّك الأممي والعربي ضد إسرائيل "هزيل وغير كافٍ ولا يردعها" ـ خليل فلجان

مقالات 0 admin

تحرّك الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون ورئيس مجلس الامن لهذا الشهر للطلب من اسرائيل وقف الخروق للسيادة الجوية اللبنانية، ليس فقط بسبب تكثيف طلعاتها، بل لاستعمالها المجال الجوي اللبناني في الجنوب منطلقاً لشن غارتين على مواقع عسكرية سورية تابعة للنظام في العاصمة دمشق.

وعزا مصدر أممي هذا التحرك، ليس فقط الى ان الحكومة دعت الى ذلك بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة، بل ايضاً لان قيادة “اليونيفيل” احتجت رسمياً بشدة لدى تل أبيب لأن مراصدها الجوية سجلت تحليقاً كثيفاً فوق لبنان لمقاتلات عسكرية.

وانتقد قادة سياسيون من كل التيارات هذا التحرك ووصفوه بأنه “هزيل وغير كاف ويتكرر كل مرة، ولا يردع اسرائيل عن معاودة اعتداءاتها ليس فقط على سوريا بل ربما ايضاً على لبنان”.

وأشار هؤلاء الى الدور الذي يمكن ان تؤديه المنظمة الدولية لجهة منع الدولة العبرية من شن هجماتها على سوريا، في وقت لم تستأذن لا الولايات المتحدة الاميركية، الحليفة الاستراتيجية ولا أي دولة أخرى. ويعود السبب الى ان الدول الكبرى لا تمارس ضغطها الحقيقي على تل أبيب لوقف اعتداءاتها، ولا هي تسلم وزارة الدفاع الوطني شبكة صواريخ تنصب في وقت واحد على طول الساحل وعلى قمم الجبال من أجل التصدي لأي خرق جوي اسرائيلي بالقوة.

ولفتوا الى ان تحرك مجموعة الدول العربية المعتمدة لدى المنظمة الدولية شبيه بالتحرّك الأول، ولن يؤدي الى ردع اسرائيل ومنعها من خرق الاجواء اللبنانية ومن قصف مواقع استراتيجية.

وشرحوا لـ”النهار” النهج الذي اتبعه سفراء دول تلك المجموعة، اذ ان مندوب مصر السفير معتز احمدين خليل اقترح توجيه رسالتين، الاولى الى الرئيس الحالي لمجلس الامن، والثانية الى الامين العام للامم المتحدة، تتضمنان ادانة العدوان على سوريا ودعوة مجلس الامن الى تحمّل مسؤولياته.

وأشاروا الى أن الشق الآخر من اقتراح خليل يتعلق بلبنان ويتضمن أيضاً تنديداً بالخرق الجوي الاسرائيلي اليومي لسيادة لبنان وللقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى الاخص القرار 1701. ودعت المجموعة في الاقتراح المصري ليس فقط الى ادانة تلك الانتهاكات بل الى إلزام اسرائيل وقف خروقها الجوية والبرية والبحرية.

ودعوا الى تغيير طبيعة التحرّك العربي لردع اسرائيل عن الاعتداء على لبنان او على سوريا، لان ذلك لا يعطي اي نتيجة عملية لوقف تلك الخروق، بل على العكس، ان هذا التحرك لم يعد مقبولاً لدى الرأي العام اللبناني والعربي بشكل عام. واقترحوا أن تستخدم الدول العربية نفوذها لدى بعض الدول الكبرى التي هي من صنّاع القرار الذي يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن، ويكون مقبولاً للتنفيذ، كالبترول والغاز والودائع المالية الضخمة التي تعدّ بالمليارات، واستعمال تلك المؤثرات أداة ضغط على تلك الدول المستفيدة منها، وعكس ذلك ستبقى اسرائيل حرة طليقة، تعتدي ساعة تشاء على أي دولة عربية غير ملتزمة قرارات مجلس الامن، وهذا ما يؤكد اعتداءاتها على لبنان وسوريا وغزة، دون أي محاسبة أو رضوخ لما هو مطلوب منها تنفيذه.

10/5/2013 – النهار

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة