تحرك بريطاني غير مثمر نحو موسكو وواشنطن ـ خليل فليحان
التحرك الديبلوماسي لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الذي بدأه بموسكو ثم انتقل الى واشنطن، لن يؤدي الى حصول اختراق في جدار الازمة السورية لجهة وقف الاقتتال او تحقيق هدنة موقتة يستفيد منها، وفقا لتقارير ديبلوماسية وردت الى بيروت من واشنطن وموسكو ولندن واطلعت “النهار” على عناوينها. ومما جاء في المعلومات، ان كاميرون لمس في الولايات المتحدة الاميركية وروسيا نقطة التقاء ايجابية هي ان الدولتين تريدان وقف العنف فورا في سوريا، وتريان ان ذلك ممكن في حال التوصل الى عقد “المؤتمر الدولي حول سوريا” الذي سبق ان اتفق عليه وزيرا خارجية البلدين، جون كيري وسيرغي لافروف مطلع الاسبوع الماضي في موسكو وبمباركة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير ان تطورات تلت ذلك التفاهم الاميركي – الروسي ادت الى استبعاد انعقاده اواخر الشهر الجاري كما كان متفقا عليه بسبب عدد من الخلافات، منها ان واشنطن متمسكة بعدم اشراك الرئيس بشار الاسد في الحكومة الانتقالية الملحوظة في اتفاق جنيف الذي اقر في حزيران الماضي. اما موسكو فهي مع اشراكه في تلك الحكومة. اضافة الى التحرك البريطاني، كان هناك محادثات سعودية – ايرانية على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية حول مالي، والذي عقد في جدة على مستوى وزيري خارجية البلدين السعودي الامير سعود الفيصل والايراني علي اكبر صالحي، وركز على وجوب اشراك الاسد في اي حل سياسي لان سقوط النظام الذي سيتمثل بإبعاد رئيس النظام الحالي سيؤدي الى اصابة لبنان والاردن وتركيا بشظايا سقوط النظام.
ولفتت مصادر ديبلوماسية الى ان الدعوة المشتركة الروسية – المصرية للمعارضة الى توحيد موقفهاتمهيدا للحوار مع ممثلي النظام خلال المؤتمر الدولي الذي ترعاه اميركا وروسيا، ليست دعوة عملية، لان النظام هو مع معارضة الداخل ولا يعترف بمعارضة الخارج التي يتهمها بأنها تتقاضى الاموال من دول خليجية وتشجع الارهابيين، كما يسميهم النظام، على الضرب بقوة في مناطق مختلفة من سوريا. وخلصت الى ان تلك الحركة ستتبلور اكثر في 26 من الجاري بعد انتهاء اعمال مؤتمر المعارضة في اسطنبول، وتؤشر نتائجها إلى آفاق المرحلة المقبلة بعد انفجار سيارتين مفخختين في الريحانية على الحدود السورية – التركية واتهام انقره المخابرات السورية بأنها وراء الامر.
14/5/2013 – النهار