العدو الحقيقي «2» ـ عبدالله أبو السمح

مقالات 0 admin

في مقالي السابق، كتبت بأن أي ضربة موجعة وموهنة لنظام الأسد وداعميه هي خير وبركة رغم ثرثرات البعثيين الحمقى، النظام القمعي في سوريا ظل لنصف قرن وأكثر وهو يشيع مقولة أن العدو الحقيقي للشعوب العربية هو «إسرائيل»، بينما العدو الحقيقي لكل العرب هو الجهل والفقر والتخلف، وكما قال أبو العلاء المعري ــ الذي تمطر المعرة قريته ومدفنه والشعب الوادع فيها بحمم من صواريخ إيرانية الصنع ومقاتلي عدوان وسوء من حزب «الشيطان» ــ قال بيت شعره الشهير (تلا باطلا وجرد صارما … وقال آمنتم فقلنا نعم)، فقد أدخلت الأنظمة القمعية الانقلابية عبر كل الوسائط التعليمية والإعلامية هذه المقولة الخادعة التي ابتكروها لقمع شعوبهم بدعوى مواجهة «العدو» الإسرائيلي، وقالوا: لا صوت يعلو على صوت المعركة، لقد كان العداء أداة قمع وتسلط عبث بها البعثيون وأضرابهم بمقدرات الشعوب العربية وانصرفوا عن التنمية والتطوير وبددوا كل الإمكانيات على «عبادة» الزعيم تعليما وسلوكا وجيوشا دربت لحماية الزعيم وقهر الشعب، كما هو حاصل الآن في سوريا، حيث الجيش ضد الشعب.

الأمل الآن أن تظل ثورة الشعب السوري ونضاله ضد الطاغية مستمرة، والابتهال لله تعالى أن ينصرهم وأن يجمع حولهم الأنصار والمؤيدين ويأتيهم المدد بالسلاح الفعال، ولنا في دعاء الرسول الأعظم في موقعة بدر: «اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، فلا تعبد في الأرض أبدا»، والأمل أيضا أن تعيد المملكة مبادرتها للسلام التي أفسدها بعض العرب بإضافاتهم مما جعلها غير مقبولة، وخصوصا في عودة اللاجئين. الآن الوقت يتطلب مبادرة عربية متوازنة كما هي ونراعي وجهة نظر الآخر.

أنا ــ شخصيا ــ أرى أن السلام العملي الواقعي هو المطلوب الآن، التشبث بالتعابير والكلمات التي نشرها المتاجرون بالقضية هو عقبة في وجه أي اتفاق سلام، وبزوال تجار القضية الذين يرفعون شعار «المقاومة» الكاذب والمقصود به الخداع وتضليل العرب عن هدف «التنمية» المقدس.. بزوالهم سوف يعود الوعي الحقيقي الصحيح للشعوب العربية، ولتلتفت لمصالحها ومستقبلها، ولكل الإخوة الذين يستنكرون الغارات الإسرائيلية أن يتذكروا الحديث الصحيح.. إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.. فاللهم نصرك لمقاتلي الحرية في سوريا.

14/5/2013 – عكاظ

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة