توصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نووي يوم الثلاثاء الرابع عشر من تموز/يوليو بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط.
ويقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
وقال دبلوماسيون إن إيران قبلت بخطة تقضي بعودة سريعة للعقوبات خلال 65 يوما إذا لم تلتزم باتفاقها مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي.
وذكروا أن حظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة على ايران سيستمر بموجب الاتفاق النووي خمس سنوات بينما سيستمر الحظر على الصواريخ ثماني سنوات.
واستمرت المفاوضات الأخيرة في فيينا قرابة ثلاثة أسابيع جرت خلالها محادثات مكثفة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
ويهدف الاتفاق إلى الحد من النشاط النووي الإيراني لأكثر من عشر سنوات مقابل التعليق التدريجي للعقوبات التي أضرت بصادرات إيران النفطية وكبلت اقتصادها.
أوباما يهدد باستخدام الفيتو أمام الكونغرس
هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستخدام الفيتو أمام الكونغرس في حال اتخاذه قرارا برفض الاتفاق النووي مع إيران. وأشار أوباما إلى العواقب الخطيرة التي من الممكن أن تنجم عن غياب اتفاق من هذا النوع في المستقبل.
قال باراك أوباما “هذا الاتفاق ليس قائما على الثقة، إنه قائم على التحقق. المفتشون سيكونون قادرين على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية 24 ساعة على 24 ساعة”.
وحذر أوباما الكونغرس الأمريكي من اتخاذ قرار “غير مسؤول” برفض الاتفاق، مؤكدا أنه سيستخدم الفيتو في حال محاولة عرقلة الاتفاق.
وقال متوجها إلى المشرعين “فكروا بما سيحدث في غياب مثل هذا الاتفاق”، مشددا على الخطر المتمثل في سباق تسلح نووي “في المنطقة الأكثر اضطرابا في العالم”.
وقال “لا أشكك للحظة بأنه في خلال عشر أو 15 سنة فإن الشخص الذي سيكون في البيت الأبيض سيكون في موقع أفضل مع إيران أكثر بعدا عن السلاح النووي”.
ووعد أوباما بمواصلة الجهود “غير المسبوقة في تعزيز أمن إسرائيل، جهود تذهب أبعد مما فعلته أي إدارة في السابق”.
أثار الاعلان عن الاتفاق موجة واسعة من ردود الأفعال الدولية والاقليمية والعربية، ففي حين قويل الاتفاق بترحيب أمريكي وإيراني وأوروبي، شجبه بشدة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأزعج بعض الدول الخليجية التي ترى تحولاً في موقف أمريكا عنها، فيما قال مراقبون أن هذا الاتفاق سيفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية و سيؤدي إلى تطورات.
وفيما يلي أهم وأبرز تلك المواقف الدولية والإقليمية والعربية حيال الاتفاق:
الموقف الدولي:
موسكو ترحب وتطالب بإلغاء خطط الدرع الصاروخية
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع اتفاق تسوية أزمة برنامج طهران النووي، وأعلن أن بلاده ستبذل جهودها لتنفيذ بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بين إيران والسداسية، وتدعو كافة الأطراف المعنية لتنفيذ هذا الاتفاق. واعتبر أن تنفيذ الاتفاق سيحقق نقلة نوعية في التعاون بين موسكو وطهران، مشيراً إلى أن تطور العلاقات الروسية الإيرانية لا يتأثر من الآن فصاعداً بالعوامل الخارجية.
فيما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب لتنفيذ التزاماته تجاه روسيا التي تتعلق بإلغاء خطط واشنطن الخاصة بنشر الدرع الصاروخية، بعد أن حققت روسيا وعودها بتوقيع اتفاق تسوية بين إيران والغرب يضمن سلمية برنامج طهران النووي، حيث طالب الوزير الروسي باراك أوباما الالتزام بتصريحاته التي أدلى بها عام 2009 في براغ عندما أعلن أن بلاده يمكن أن تتخلى عن خطط نشر الدرع الصاروخية إذا ما تمت تسوية أزمة البرنامج الإيراني النووي.
وسائل الإعلام الروسية نقلت تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف في أعقاب الإعلان عن توقيع اتفاق إيران مع مجموهة 5+1 لتسوية أزمة برنامج طهران النووي، وتركز اهتمام الصحافة الروسية على ما قاله لافروف عن أن روسيا على مدار السنوات الماضية قد لعبت دوراً فعالاً ومؤثراً في دعم هذه المفاوضات وإنجاحها، وأشار لافروف إلى أن مقترح روسيا الذي طرحته منذ 3 سنوات والخاص بالتدرج في الإجراءات على خلفية المعاملة بالمثل كان الأسلوب الناجع لإخراج مفاوضات إيران مع السداسية من أزمتها الخانقة.
وأضاف الوزير الروسي أن الاتفاق الذي يكرس سلمية برنامج طهران النووي يضمن حق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما فيها تخصيب اليورانيوم، وهو سيكون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنه يضمن حق المجتمع الدولي في الاطلاع على بنود برامج إيران النووية، وستبدأ خطوات رفع العقوبات عن طهران خلال الأيام القادمة.
الاتحاد الأوربي بارقة أمل للعالم بأسره
رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن الاتفاق “بارقة أمل للعالم بأسره”، وأبدت موغيريني ارتياحها، لأنه يعتبر “بارقة أمل إلى العالم بأسره”، ويفتح “فصلاً جديداً في العلاقات الدولية”.
وقالت موغيريني إن الاتفاق الذي وقع في فيينا بعد مفاوضات طويلة هو أكثر من مجرد مسألة نووية.
وأضافت: “إنه قرار يمكن أن يمهد الطريق أمام مرحلة جديدة في العلاقات الدولية، ويثبت أن الدبلوماسية والتنسيق والتعاون يمكنها أن تتخطى عقوداً من التوترات والمواجهات.
وقالت: “أعتقد أن هذه بارقة أمل للعالم بأسره”.
الاتحاد الأوربي يمدد العقوبات على ايران
عقب الاعلان عن اتفاق بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران بشأن الملف النووي اليوم في فيينا، قرر الاتحاد الأوروبي الاستمرار في تعليق العقوبات المفروضة على طهران لمدة ستة أشهر إضافية.
وكان الاتحاد قد علق العقوبات المفروضة على إيران مؤقتاً، بعد أن تم التوصل إلى إتفاق مؤقت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013.
وجاء في بيان الاتحاد “سوف يعطي هذا القرار فرصة للاتحاد الأوروبي لاتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات من أجل الشروع بتطبيق الاتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه اليوم” في فيينا
البرلمان الأوربي: الاتفاق النووي مع إيران يظهر أهمية الدبلوماسية الأوروبية
اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز أن التوصل إلى إتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يظهر أهمية الدور الدبلوماسي الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية. جاء ذلك في بيان صدر عن مكتبه اليوم، عقب الاعلان عن توقيع الاتفاق بين دول الست الكبرى وإيران في فيينا اليوم، حيث اعتبره “بداية عهد جديد من العلاقات الإيرانية بين المجتمع الدولي”، وفق كلامه. ووصف شولتز الاتفاق بـ” الجيد” للايرانيين والمنطقة والأمن العالمي.
وأوضح رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي أن الاتفاق يدل على أن التعاون يؤدي إلى نتائج أفضل من المواجهة، فـ”الآن يجب أن يكون التنفيذ أساساً للتقدم وبناء الثقة والتقدم الاقتصادي والدبلوماسي لمعالجة الصراعات الإقليمية”،
الفاتيكان: اتفاق تاريخي
وصف الكرسي الرسولي الاتفاق مع إيران بـ”النتيجة الهامة”، لكنه رأى أنه “يلزم بذل مزيد من الجهد من كل الأطراف” كي يؤتي ثماره
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي في مذكرة الثلاثاء، إن “الكرسي الرسولي يرى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني إيجابيا”، وبشكل خاص “أنه بعد عدة أشهر من المفاوضات وسنوات من الجمود تمكنت ايران والقوى الغربية الكبرى من التوصل إلى اتفاق تاريخي”. وأضاف الأب لومباردي أن “الاتفاق حول ملف إيران النووي يُنظر إليه من قبل الكرسي الرسولي بشكل ايجابي، كون الأمر يتعلق بـ”نتيجة هامة للمفاوضات التي جرت حتى الآن”، لكن هذا يتطلب استمرار الجهود والالتزام من قبل الجميع ليؤتي بثماره”.
وأردف الناطق باسم الكرسي الرسولي إلى القول، إن “هذه الثمار نرجوا ألا تقتصر على مجال البرنامج النووي فقط”، بل أن “تتسع لتشمل اتجاهات أخرى”.
تنديد جمهوري ضد اتفاق إيران.. وتأييد ديمقراطي “حذر”
أظهر الحزب الجمهوري الأميركي موقفاً ضد الاتفاق، وظهر افراد الحزب على البرامج الإخبارية الصباحية ينددون بالاتفاق. المرشح الرئاسي الجمهوري وعضو مجلس الشيوخ، ليندسي جراهام، وصف الاتفاق بمثابة إعلان حرب على إسرائيل، وقال أثناء مقابلة لمحطة “سي إن إن”: “لقد وضعنا العالم العربي الآن في الزاوية، فخلال 15 عاماً سيكون لدى إيران برنامج لإنتاج سلاح نووي. نحن الآن ضمنا حصول سباق تسلح نووي في المنطقة”، بحسب ما أورد موقع العربية نت.
وأكد وجهة النظر هذه عدد من المشرعين من حزب الرئيس في المجلس، مثل روبرت مينينديز، وهو من الديمقراطيين الذين كانوا قد دفعوا بحماس لإعطاء الكونغرس الحق في التصويت على الاتفاق رغم معارضة الإدارة.
وقال مينينديز في مقابلة مع “ام اس ان بي سي”: “إن أخذت إيران فقط 10% من الأموال التي ستحصل عليها نتيجة تجميد العقوبات واستخدمتها لدعم الإرهاب فهذا سيزيد من التحدي الذي نواجهه في الشرق الأوسط”.
المرشحة الرئاسية الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، أيدت الاتفاق أثناء مؤتمر صحافي في الكونغرس، مضيفة: “أعتقد أن الاتفاق خطوة هامة لكبح البرنامج النووي الإيراني، وسيساعدنا على تركيز أنظارنا على العمل مع حلفائنا في المنطقة لمنع وتقويض أعمال إيران السيئة الأخرى”.
التأييد جاء أيضاً من ديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، مثل باربرا بوكسر التي قالت: “إن كان الاتفاق حسب ما وصفته الإدارة فهو يعتبر إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً كبيراً”.
من جهته، قال المرشح الرئاسي الجمهوري وحاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، إن الاتفاق لا يعبر عن القدرة الدبلوماسية، بل عن الاستسلام، ووصف الصفقة بأنها “خطرة”.
توم كوتين، وهو عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الذي وجه – مع 47 جمهورياً آخرين – رسالة إلى قادة إيران يحذرهم فيها من توقيع اتفاق لا يحظى بتأييد الكونغرس، وصف الاتفاق بأنه “سيئ وسيمهد الطريق لحصول إيران على سلاح نووي”. كوتين توقع أن يتمكن الكونغرس من منع أوباما من تنفيذ الاتفاق.
رئيس مجلس النواب الجمهوري، جون بينر، من جهته، ندد بالاتفاق في بيان كتب فيه أن أوباما تخلى عن أهدافه الأصلية، مضيفاً: “اتفاق أوباما هذا سيسلم إيران مليارات الدولارات بسبب رفع العقوبات، وسيعطي إيران المساحة والوقت الكافي لتصل إلى المرحلة التي تستطيع فيها بناء قنبلة نووية بدون حتى أن تحتاج للغش”.
سكوت والكر، حاكم ولاية وسكونسن الجمهوري ومرشح رئاسي، قال إن الاتفاق يمثل فشلاً دبلوماسياً أميركياً، مؤكداً: “بدل من أن يجعل العالم أكثر أمناً فإن الاتفاق سيؤدي إلى سباق تسلح في إحدى المناطق الأكثر خطراً في العالم”.
ولا يحق لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس إلغاء الاتفاق، لكن في استطاعتهم التصويت لمنع أوباما من تعليق العقوبات على إيران. ويتوقع أن يقوم المجلسان بجدولة عدد من جلسات الاستماع خلال الأسبوعين المقبلين، حيث من المتوقع أن تدافع فيها الإدارة عن الصفقة.
وتتجه الأنظار خلال الشهرين المقبلين إلى مجلس الشيوخ تحديداً حيث يسيطر المشرعون الجمهوريون فيه على 54 مقعداً من بين 100 في المجلس، هم بحاجة الآن لإقناع 13 ديمقراطياً في المجلس بالتصويت معهم من أجل تجاوز فيتو رئاسي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة، اليوم، أثناء اتصال هاتفي مع الصحافيين، إن أي محاولة للكونغرس لمنع الإدارة من رفع العقوبات ستكون لها آثار سلبية، حيث إن فعالية العقوبات جاءت في التزام المجتمع الدولي بها. وبحسب المسؤول فإن “أي عقوبات جديدة يحاول الكونغرس فرضها لن تحظى بهذا الدعم”، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن الجمهوريين سيحظون بالأصوات الكافية لتجاوز الفيتو الموعود.
الموقف الإقليمي:
تركيا ترحب بالاتفاق النووي
أعربت تركيا عن ترحيبها بتوصل إيران ومجموعة 5+1 إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
وأفادت وزارة الخارجية التركية في بيان لها أن تركيا تعتبر الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لحل المشكلة المتعلقة ببرنامج إيران النووي، مؤكدةً أن تطبيق الاتفاق بشكل كامل ودون انقطاع ضمن رؤى مطمئنة، يحمل أهمية حيوية من حيث أمن واستقرار المنطقة.
وقال البيان ” نهنئ الأطراف على جهودهم التي أوصلتهم لهذه النتيجة، ونشير إلى أهمية تطبيق الاتفاق مع كافة بنوده، ونأمل تطبيق التعاون المنصوص عليه في الاتفاق على أسس الشفافية الكاملة، بين إيران والمجتمع الدولي ووكالة الطاقة الذرية التي ستلعب دوراً محورياً في مراقبة تنفيذ الاتفاق في المرحلة المقبلة”.
إسرائيل: الاتفاق خطأ تاريخي
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى شن هجوم على الاتفاق ومن خلاله أيضا على الإدارة الأميركية، قائلا “عندما يكون هناك استعداد للتوصل إلى اتفاق بكل ثمن تكون هذه النتيجة”.
وأضاف أنه “يمكن الجزم بأن الاتفاق خطأ تاريخي بالنسبة للعالم، حيث تم تقديم تنازلات هائلة لإيران في جميع الملفات التي كان يمكن أن تمنع امتلاكها لسلاح نووي، كما أنها ستلقى مئات مليارات الدولارات لشحن آلتها الإرهابية والتمددية في المنطقة والعالم”.
وتابع: “لا يمكن منع اتفاق عندما تقدم الأطراف المفاوضة تنازلات، حتى عندما ردّدت دعوة: “الموت لأميركا” أثناء المفاوضات لم نلتزم بمنع اتفاق، لكننا التزمنا بمنع امتلاك السلاح النووي، وهذا التعهد يبقى قائما”.
ودعا نتنياهو قادة الأحزاب في إسرائيل إلى توحيد الصفوف في مواجهة أكثر القضايا “مصيرية” بالنسبة لإسرائيل وأمنها، بعد أن وجه له نواب معارضون انتقادات، وألقوا عليه اللوم في تصدّع العلاقة مع البيت الأبيض، وإبقاء إسرائيل خارج دائرة التأثير على مجريات التفاوض ونتائجه. أما وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، فأعرب عن صدمته من قبول العالم أن يمر تمويل إيران لما وصفها بـ”أذرع إرهاب متعدد الرؤوس” من أوسع أبواب المجتمع الدولي.
المعارضة الإيرانية: خامنئي تجرع كأس “السم النووي”
وصفت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى، التوافق بين إيران والدول الكبرى بـ”السم النووي” الذي تجرع كأسه خامنئي، في اقتباس لما جاء على لسان مؤسس النظام الإيراني، آية الله خميني في السابق، حين وصف قبول قرار وقف إطلاق النار خلال الحرب العراقية -الإيرانية بمثابة “تجرع كأس السم”.
وجاء في بيان حصلت “العربية.نت” عليه من أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المرتبط بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أن رجوي اعتبرت أن التفاف إيران على 6 قرارات صادرة عن مجلس الأمن وحصول اتفاق دون توقيع، “يترك السبيل أمام النظام الإيراني للمراوغة ولا يقطع الطريق عليه للحصول على القنبلة النووية”.
وتابعت رجوي قائلة: “غير أن السم النووي وتراجع خامنئي عن خطوطه الحمراء، يقضي على هيمنته ويحدث زلزالا في نظامه برمته”.
ووصفت مريم رجوي الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين طهران ودول “5+1″، بأنه تراجع مفروض وخرق للخطوط الحمراء المعلنة من قبل خامنئي، الذي ظل يؤكد عليها طيلة 12 عاما مضت، رغم جميع النواقص الموجودة في هذا الاتفاق والتنازلات غير المبررة التي قدمت لطهران.
وأكدت رجوي المنتخبة كرئيسة للجمهورية من قبل المقاومة الإيرانية، أن هذا التراجع سيؤدي لا محالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام الإيراني، وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهمك.
الموقف العربي:
مصدر سعودي: إدارة أوباما “ارتكبت خطأ تاريخيا
قال مصدر سعودي إن إدارة الرئيس باراك أوباما “ارتكبت خطأ تاريخيا ضخما وستترك عبئا هائلا للإدارة المقبلة عليها التعامل معه وتصحيحه”.
وأضاف في تصريح لشبكة CNN أن الاتفاق “سيقابله كثير من العداء بسبب الطريقة التي تم بها، تمثيلية في الأساس، وسيكون هناك رد قوي من السعودية من خلال اتخاذ إجراءات على المدى المتوسط”.
واعلن مسؤول اميركي الثلاثاء ان الرئيس باراك اوباما سيتصل قريبا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي وصف الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين القوى الكبرى وايران بـ”الخطأ التاريخي” وقال ان اسرائيل غير ملزمة به.
واضاف المصدر نفسه ان اوباما سيتصل ايضا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي، على غرار عدد اخر من قادة دول الخليج، لا ينظر بارتياح الى الاتفاق مع ايران.
واوضح المسؤول نفسه ان الرئيس الاميركي لم يتصل خلال هذه المفاوضات بالرئيس الايراني حسن روحاني ولا بالمرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي. كما انه لا ينوي زيارة ايران حسب المصدر نفسه.
الإمارات تهنئ بالاتفاق
هنأت القيادة الإماراتية الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتفاق النووي “التاريخي” مع القوى الغربية. وفي أول رد فعل من بلد خليجي، اعتبر مصدر إماراتي مسؤول أن الاتفاق “يمثل فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية والدور الإيراني بالمنقطة”، داعيا في الوقت نفسه طهران إلى مراجعة “سياستها الإقليمية”.
أكدت وكالة أنباء الإمارات أن القيادة الإماراتية بعثت ببرقيات إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني هنأته فيه “بالاتفاق النووي التاريخي”، مع الإعراب عن الأمل “بأن يسهم الاتفاق في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها”.
وبعث كل من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائبه رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ببرقيات تهنئة إلى روحاني.
وقال مصدر إماراتي مسؤول في تصريح إن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع الدول الكبرى يشكل “فرصة لفتح صفحة جديدة” في العلاقات الإقليمية، إلا أنه اعتبر أنه يتعين على طهران مراجعة سياستها “بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية” للمنطقة.
وأكد المصدر المسؤول أن الاتفاق الذي يأتي بعد سنوات من المواجهة المحتدمة بين طهران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي، “يمثل فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية والدور الإيراني في المنطقة، ويتطلب ذلك إعادة مراجعة طهران لسياساتها الإقليمية بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة”.
العراق: بغداد دفعت بقوة في طريق الاتفاق
قال هوشيار زيباري إن بغداد دفعت بقوة في طريق الاتفاق مضيفا أنه سيحدث تأثيرا إيجابيا.
وقال زيباري بينما كان يجري التفاوض على العناصر الأخيرة للاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع “أي خفض للتوتر بين إيران والغرب.. بين إيران والولايات المتحدة سيفيد المنطقة.”
كما قال زيباري إن العراق استضاف واحدا من أوائل الاجتماعات المباشرة بين دبلوماسيين أمريكيين وإيرانيين قبل ثماني سنوات وكذلك جولة من المفاوضات النووية في 2013 كما حمل رسائل بين طهران ونيويورك وواشنطن.
مصر تأمل ان يكون الاتفاق شاملاً
اعتبرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، إن القاهرة تأمل أن يحول الاتفاق النووي الإيراني دون حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط.
وقالت الوزارة في بيان: “تتابع وزارة الخارجية باهتمام الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مجموعة الست الكبرى وإيران حول الملف النووي الإيراني، وتعكف حالياً على دراسة بنوده فور الحصول على نص كامل للاتفاق لدراسته وتقييم مضمونه بدقة”.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن الأمل في أن يكون الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين شاملا متكاملا ويؤدي إلى منع نشوب سباق للتسلح في منطقة الشرق الأوسط وإخلائها بشكل كامل من جميع أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية، وبما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ويتفق مع بنود معاهدة منع الانتشار النووي.
معارض سوري: ايران تجاوزت تداعيات ثورتها
قال الدكتور حسام الحافظ رئيس التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية أنه على الرغم من أن بنود الاتفاق مع إيران لا تعتبر نصرا آنيا بما فيها حرمانها من الحصول على السلاح النووي ووضع تدرج زمني طويل للحصول على الأسلحة التقليدية وبعدها البالستية…على الرغم من هذا فإنها ستسترجع الأموال المجمدة وسيجري رفع العقوبات بالتزامن مع تقارير هيئة الطاقة الذرية …
وأضاف عبر تدوينه له في “الفيسبوك”: هذا يعني تجاوز ايران تداعيات ثورتها وحربها مع العراق ودخولها بقوة من جديد إلى عالم النفط والاقتصاد والأعمال العالمي والأهم هو تحسين تقنياتها في المجالين العسكري والمدني والذي زار إيران أو عاش فيها يعلم ما يعني ذلك..
وتابع: “للأسف هم خططوا ولعبو في كل المجالات بشكل اعادهم إلى الساحة… فيما نحن نتقلص وننكمش حضاريا وسياسيا بفضل الموهبة العربية الفريدة في التنابذ والتشتت..لا بد من ضبط البوصلة من جديد..”.
بشار الأسد مطمئن
أشاد بشار الأسد بالاتفاق وقال إنه يتوقع مزيدا من الدعم من أقوى حلفائه في المنطقة.
وقال في رسالة بعث بها لـ آية الله علي خامنئي “نحن مطمئنون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتابع وبزخم أكبر دعم قضايا الشعوب العادلة والعمل من أجل إحلال السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.”