"جنيف2" المزيد من الدم السوري ـ غسان المفلح

مقالات 0 admin

الواقعة ان كيري ولافروف طرحا مؤتمرا دوليا جديدا في جنيف, من أجل التوصل الى حل سياسي في سورية, هناك جملة من الوقائع أيضا تنسى, وربما تنسى دائما.

أميركا ومعها إسرائيل والاتحاد الاوروبي, عدا سويسرا الدولة الوحيدة في العالم التي تقدمت بطلب للجمعية العامة للامم المتحدة من أجل اعتبار بشار الاسد مجرم حرب, ورفع الغطاء القانوني عنه داخل الامم المتحدة, لكن لم يوقع على عريضتها الدولية هذه سوى 52 دولة, واهملت العريضة من قبل الدول الكبرى, ووسائل الاعلام الدولية, والاطرف من قبل المعارضة السورية! رغم اثارتنا لها. طبعا مضافا إلى كل هؤلاء روسيا وإيران والصين والجامعة العربية, كل هؤلاء لايزالون يعتبرون ان النظام المجرم ليس مطلوبا دوليا أمام أي هيئة قضائية. بالتالي ووفقا لـ”جنيف1″ “وجنيف2 ” المقبل لايزال نظام الاسد يتمتع بشرعية المفاوض دوليا. بعض الدول عندما تسألهم عن ذلك يردون بشكل غير مباشر أنه مفاوض باسم العلويين”.

الروس بعد وقبل زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى موسكو وعناقه مع طهران, كانوا يعدون العدة ليكون “الاخوان المسلمون” في دول الربيع العربي حلفاءهم الستراتيجيين, طبعا ما عدا “اخوان” سورية, وكنت اثرت هذه القضية في أكثر من مناسبة, حتى قبل نجاح مرسي بزمن, وردا على تخرصات بعض فقهاء العلمانية السورية! ان روسيا تخشى الاخوان المسلمين. إن الدولة الوحيدة في العالم التي لها مصلحة بوصول الاخوان للسلطة في الدول العربية هي روسيا, لأن “الاخوان” اكثر قوة سياسية وازنة ولها استقلالية نسبية عن مفاعيل النفوذ الغربي. وكل ما يقوله الروس عن الخوف من الاسلاميين محصور تحديدا بسورية, ولهذا هي اول دولة تتجرأ وتتحدث طائفيا عن الخوف من السنة وعلى لسان كل مسؤوليها, انها تدعم بشار الاسد كي لا يأتي نظام سني عموما ومن “الاخوان المسلمين” خصوصا, الروس يدركون ايضا ان هناك قوة واحدة يمكن ان تواجه الاخوان وهي القوى الليبرالية, وهذه بحكم التكوين والتاريخ ستكون اكثر قربا من الغرب. اللقاء الروسي- المصري أتى على هذه الارضية من قبل الروس, لكن من قبل الرئيس المصري اتى على ارضية صراعات اقليمية على قيادة العالم العربي والاسلامي, ابتزاز لبعض الدول العربية وتركيا لصالح حلف مصري روسي إيراني ولو موقت! ومصلحة مصر الدولة كما يراها طاقم مرسي واخوانه المسلمون في مصر المشغولون ايضا باعادة هيكلة اخوانية للدولة المصرية..الغرب يسبب للرئيس المصري صداعا حول العلمانية وحقوق الانسان والاقليات لا يريده الآن. بناء على هذا المعطى حاولت روسيا تقوية موقع النظام القاتل من خلال رشوة مرسي وحزب اخوانه أيضا, للوصول الى حل سياسي تريده روسيا في سورية. والرئيس مرسي ومبادرته الخلبية حول سورية, يحاول اللعب خليجيا.

الروس ليس لديهم مانع من وصول الاخوان المسلمين السوريين للسلطة, بعكس كل ما يقال في حال ضمنوا علاقة متميزة, لكن ليس من مصلحتهم وصول قوى ليبرالية للحكم بعد الثورة, بالتالي الروس يضغطون على المعارضة, بفزاعة هيئة التنسيق, حيث ان قدري جميل نائب رئيس وزراء النظام, فعليا بالنسبة للروس أهم من هيئة التنسيق, وكل حسب خدماته السياسية وغير السياسية! كل هذا من أجل ارغام الاخوان السوريين على القبول بتسوية انتقالية, حتى لو ادت لمجيئهم للسلطة.

إيران في حالة ضعف مادي, وانحسار شعبي ونفوذي لها في المنطقة, نتيجة مشاركتها في قتل شعبنا السوري. وعلى هذا الاساس جاءت التحركات الايرانية الاخيرة للاردن ودعوة رئيس الوزارء القطري.

ومع ذلك لا تستطيع التراجع عن ان تبقى شريكة في قتل شعبنا, لكنها تبحث عن حل أيضا.

إسرائيل تنتظر على مرمى حجر بفضل رجلها, لتتحول سورية كليا لدولة فاشلة, وآمنة طبعا كما هي الحال بعهد الاسد, وفي هذه الحالة تنتهي مهمة, أما انها تخاف إيران و”حزب الله” فهي نكتة إسرائيلية قبل أي شيء آخر..فهي الرابحة.

اميركا رابحة وفقا لكل الاحتمالات, اذا استطاعت ان تؤمن حلا سياسيا ستكون رابحة, وإذا استمرت الثورة وسقط آل الاسد, ستكون ربحت المعركة ضد النفوذين الروسي والايراني وخسرتهما الجولة, وخصوصا إيران معركة دفعت فيها الكثير مقابل خسارة, لن تتحملها إيران داخليا ولا عراقيا, إيران تخاف ايضا على نفوذها في بغداد المالكي- الحكيم- الطالباني..أميركا تدعو الى “جنيف 2” مع الروس بالطبع وتمارس لعبة الضغط على قوى الثورة, لكن ليس لدرجة ان تفرضه عسكريا او أن تحاصر قوى الثورة أكثر من الآن..لقوتها تلعب في كل الاوراق.

– فاعلان لن يكونا في واجهة اللوحة, وهما تركيا والاردن,الرد التركي والاردني على الايراني كان واضحا, بالضد من تدخل إيران.

المعارضة رغم كل مافيها من امراض وتشققات, لن تستطيع تمرير اي اتفاق لا يتضمن تنحي آل الاسد, حتى لو اراد بعض اسمائها ذلك.

ربما خلال فترة قصيرة يبرز على السطح تضييق على المعارضة مجلسا وائتلافا, واحتفاء بهيئة التنسيق لأن” أميركا وروسيا وإيران وإسرائيل والنظام السوري وهيئة التنسيق وملحقاتها, جميعهم ضد التدخل الدولي- انتبهوا انهم جميعا ضد التدخل الدولي ولا يتدخلون بالطبع! حسنا ليأخذ روبرت فورد وبوغدانوف هيئة التنسيق, وحبيبهم حسن نصر الله رجل التحرر الاول في المنطقة التنسيقية لمؤتمر جنيف, ويتقاسمو حكومة انتقالية مع وائل حلقي وقدري جميل لأن بشار الاسد سيكون المعلم لفترة انتقالية!! والدم السوري لن يتوقف.

بالتالي “جنيف2 ” سيفشل “كجنيف1” ما لم يتم تنحي الاسد, ولتستعد المعارضة وقوى الثورة للعبة شد الاصابع ريثما يعقد “جنيف2”.

في المقلب الآخر سيحدث انعقاد لقاء القطب الديمقراطي بالقاهرة, زوبعة في لوحة الثورة والمعارضة اتمنى بالطبع الا تبقى زوبعة, وينجحوا الشباب بتحويله لمؤسسة ديمقراطية حقيقية تتبنى اهداف الثورة.

وجبهة النصرة فزاعة اميركية, كموضوعة التقسيم التي تهدد بها روسيا, والثورة ستستمر.

* كاتب سوري

السياسةـ  15/05/2013

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة