التخطيط الهادئ لسورية ما بعد الأسد ـ عبد الله الهدلق

مقالات 0 admin

اصدر معهد «فورين بوليسي» للابحاث – وهو منظمة مستقلة غير هادفة للربح، مكرس للأبحاث المتقدمة والمعرفة العامة للشؤون الدولية، تأسس عام (1955) في فيلادلفيا – اصدر تقريرا نشرته مجلة «فورين بوليسي» يتناول مشروع التخطيط الهادئ لسورية ما بعد الاسد ليكون وثيقة استراتيجية للمرحلة الانتقالية تعمل بها الحكومة المقبلة، يدعم التحول الديموقراطي في سورية ويضع خططا ملموسة لمواجهة تحديات ما بعد انهيار وتداعي نظام الاسد للتخفيف من المخاطر الامنية والفوضى السياسية، والمشروع ممول من وزارتي الخارجية الامريكية والسويسرية، ويكتسب المشروع اهمية كبرى في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العنف في سورية، وتخرج عن نطاق السيطرة، وتتلاشى معها فرص الامل في الوصول الى عملية انتقال سلمي للسلطة.

وفي رؤية من الداخل التقى اكثر من (40) ممثلا رفيع المستوى من مختلف اطياف المعارضة السورية في ألمانيا في هدوء وبعيدا عن الصخب الاعلامي من اجل التخطيط لكيفية تشكيل الحكومة السورية في مرحلة ما بعد الاسد، وقد اجتمع زعماء المعارضة ومجموعة اصدقاء سورية وفريق من الامم المتحدة والمجلس الوطني السوري، لوضع مشروع «اليوم التالي» أو «ما بعد هذا اليوم» على اسس منهجية بما في ذلك اصلاح الجهاز الامني وقطاع العدالة، ووضع تصور لدور المعارضة المسلحة في سورية ما بعد الاسد، والمحافظة على اجزاء الدولة ومفاصلها، بمعنى ان الفترة الانتقالية لا تعني بالضرورة الغاء الهيكل السياسي والقضائي لسورية كله.

لا تقوم فكرة المشروع على التنبؤ بكيفية سقوط نظام بشار الاسد المجرم، أو توقيت ذلك السقوط، بل الاستعداد لمرحلة ما بعد ذلك السقوط لمواجهة أي طارئ لأن سقوط النظام سيفرض – كنتيجة لاحقة – مجموعة من التحديات تستوجب الإعداد للعملية الانتقالية، وقد اشرف على هذا المشروع «معهد السلام الامريكي لما بعد سقوط النظام U.S.I.P».

بلاد فارس «إيران» النووية أشد خطورة

ألمح وزير الدفاع الاسرائيلي «ايهود باراك» الى قرب شن بلاده هجوما خاطفا ومركزا على المواقع والمنشآت النووية العسكرية الفارسية لأن التعايش مع بلاد فارس «ايران» وهي تمتلك اسلحة نووية اكثر خطورة بعد ان فشلت العقوبات والاساليب الدبلوماسية في ثنيها عن سباقها النووي المحموم، واكد «باراك» انه على الرغم من التعقيدات الامريكية في الموافقة على شن الهجوم أو المشاركة فيه، الا ان على الجميع ان يدركوا ان دولة اسرائيل وحدها هي المسؤولة عن امنها وسلامتها ومصيرها، وكان موقع «F.Secure» الالكتروني قد ذكر ان البرنامج النووي الفارسي قد تعرض لهجوم فيروس الكتروني جديد تسبب في تعطيل واغلاق كثير من عمليات التشغيل في منشآت «ايران» النووية، وان العاملين في منظمة الطاقة الذرية الفارسية فشلوا في التغلب على ذلك الفيروس.

كما ألمح رئيس الوزراء الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الى احداث تغييرات في هياكل القوة في اسرائيل وزيادة ميزانية الدفاع في ضوء الوضع المتوتر والملتهب في سورية وامكانية ان تقع اسلحة تقليدية أو كيماوية أو جرثومية في ايدي منظمات مثل «حزب الله!» الفارسي أو «حركة حماس!» الاخوانية الموالية لإيران، وفي حال انهيار نظام بشار الاسد المجرم وسقوطه فسيحرم «حزب الله» من شريكه الاستراتيجي وخط الامداد الرئيسي لترسانته العسكرية ويقف الحزب الآن على اعتاب مرحلة غموض استراتيجي هائل ويواجه تهديدا ذا شقين، اسرائيل من جانب وسورية ما بعد سقوط الاسد التي ستكون بلا شك من ألد أعدائه بسبب دعمه للنظام السوري البعثي النصيري المجرم.

وعمقت الثورة السورية الانقسامات الطائفية في لبنان حيث ألبت كثيرا من السُّنَّة الداعمين للجيش السوري الحر وللثوار، ألبتهم على «حزب الله!» الفارسي وغيره من الفصائل الشيعية الموالية والمؤيدة لنظام بشار الاسد المجرم، وكان الخطأ القاتل الذي ارتكبه الحزب أنه ربط مستقبله علنا ببشار الاسد المجرم بما في ذلك من مخاطرة كبيرة اذ قد تمهد الاطاحة بالأسد الطريق امام زيادة الضغط الغربي ضده ان لم يكن شن حرباً ضد بلاد فارس «ايران» اقوى حلفائه، وهكذا تبدو مخاطر انهيار وتداعي وسقوط نظام بشار الاسد البعثي المجرم على «حزب الله!» الارهابي الفارسي عالية وعظيمة ومخيفة.

 23/5/2013- الوطن

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة