الحسم ليس في متناول الأسد ولا المعارضة ـ ديفيد كينير

مقالات 0 admin

طوال عامين، ساد الرأي القائل بأن نهاية نظام بشار الاسد وشيكة. واليوم يرى كثر في اميركا واوروبا ان الرئيس السوري باقٍ في السلطة. والرأي هذا تعززه تقارير إعلامية وأخرى استخباراتية غربية تزعم ان النظام مستقر ويحرز «نجاحات» ضد الثوار في انحاء سورية. لكن الرأي المستجد هذا يجافي الواقع، شأن الرأي السالف.

فعلى رغم تقدم النظام في عدد من الجبهات، لا يعتد بمكاسبه «الميدانية». وفي عدد من المناطق لم تنقطع هجمات الثوار. وما يحصل في سورية ليس غلبة طرف على آخر، بل ينذر برسـوخ حال المراوحة وتفاقم الازمة.

في شمال سورية، يواصل الثوار التقدم ببطء نحو مراكز الجيش، وسقط هذا الاسبوع في أيدي الثوار «معسكر الشباب» الذي كان من المواقع العسكرية النظامية الصامدة في محافظة إدلب. وفي حلب واصل الثوار الهجوم على سجنها المركزي، والجبهة الأبرز التي ليست فيها قوات الأسد في حال دفاع هي القصير. ويدافع الثوار عن الشطر الغربي من البلدة، ويتصدون لهجوم القوات السورية و «حزب الله». وتتواصل فصول المعركة منذ 6 أيام، على رغم مسارعة النظام الى اعلان احراز نصر سريع.

وسقط عدد كبير من الضحايا في صفوف «حزب الله»، وتشير موازين القوى الى سقوط القصير عاجلاً ام آجلاً، ولكن وصف وسائل الاعلام لهذه البلدة بالاستراتيجية يجافي الصواب. فهي أحد محاور تهريب السلاح من لبنان الى سورية، ولم يلتفت احد الى اهميتها «الاستراتيجية» طوال عام ونصف عام حين كانت في أيدي المعارضة.

وفي المناطق الأخرى اقتصرت نتائج معارك الاسد «الرابحة» على الحؤول دون تقدم الثوار. ويبدو أن قواته بدأت تحكم القبضة على الضواحي المسورة لدمشق، فحال ذلك دون شن الثوار هجوماً على العاصمة. وأبطأت قوات النظام تقدم المعارضة في الجنوب اثر سقوط بلدة خربة غزالة في ايديها. ويواجه الرئيس السوري عدداً من المشكلات، فشطر كبير من «الانتصارات» يعود الى قوات الشبيحة التي يبلغ عددها حوالى 60 الف مقاتل يتحدرون من الطائفة العلوية. وفوائد استراتيجية التوسل بالشبيحة القصيرة الأمد واضحة، لكنها تفاقم طابع النزاع المذهبي، وتهـدد بإطـاحة ما تبقـى للأسد من دعم سنّي.

ومن غير هذا الدعم لم تكن لتقوم قائمة للحكم الذي ارساه والده في السبعينات. وتبدو قدرة النظام على بسط سيطرته على كامل الاراضي السورية متعذرة من طريق الاعتماد على الاقليات دون غيرها من الجماعات السورية. وإذا بقي العالم في موقف المتفرج ازاء هذا النزاع الدموي الذي لا يزال في فصوله الأولى، قد يتواصل لسنوات.

 29/5/2013- الحياة

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة