إيران وإسرائيل إلى جنيف – 2؟! ـ راجح الخوري

مقالات 0 admin

اذا كان الاسرائيلي سيجلس بجانب الايراني الى مائدة المفاوضات في مؤتمر “جنيف – 2” لحل الازمة السورية، فما معنى كل ما قيل ويقال منذ عامين ونيف، عن ان اسقاط نظام بشار الاسد هو مؤامرة كونية لضرب جبهة المقاومة والصمود التي تواجه اسرائيل؟

كان مثيراً تماماً ان يقول نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف لجريدة “الحياة”، ان روسيا ترحب بمشاركة اسرائيل في مؤتمر جنيف، وقد جاء هذا الترحيب في موازاة قول جون كيري انه لا يرفض مشاركة ايران في المؤتمر لتكتمل قصة وافق شن طبقة!

في اعتقادي ان الموقفين الاميركي والروسي ليسا مسخرة المساخر فحسب، بل هما عنصران ضروريان لابقاء الجدال حول هذا المؤتمر، الذي كان سيرغي لافروف هندس شروطه في حزيران من العام الماضي، بحيث يشكل دائماً وصفة صالحة لشراء الوقت للاسد كي يمضي في الحل العسكري، الذي حوّل سوريا مقبرة كبرى يشكل الضمير العالمي اكبر الجثث فيها!

والسؤال: لماذا التفكير في هذا، وهناك، على ما يبدو، من فكر ملياً وطالب بضم اسرائيل الى المؤتمر؟ هل لأن اصواتاً من داخل العائلة الحاكمة في سوريا بكّرت في القول، ان سقوط النظام سيضر بمصالح اسرائيل عندما ينتهي ذلك الهدوء الطويل والمستمر في الجولان، على رغم ان تهديدات دمشق ضد الاحتلال وعلى نية فلسطين كانت دائماً تشق عنان السماء؟

ولماذا التفكير في دعوة ايران الى المؤتمر، وهي التي تقاتل الى جانب النظام وتدفع “حزب الله” و”عصائب اهل الحق” العراقية الى المعركة، رافعة شعار انها لن تسمح بسقوط نظام الاسد ، في وقت يصف البعض في طهران سوريا بأنها الولاية الايرانية الرقم 35، هل لأن الاسد يحتاج الى ظهير يدعمه في جنيف؟ ولكن ماذا يفعل الرفيق لافروف الذي بات ضرة وليد المعلم في الخارجية السورية والناطق الرسمي باسم النظام؟

واذا صحّت الانباء التي تحدثت عن تسليم جون كيري بتوسيع دائرة المعارضين لتشمل معارضة الداخل التي فبركها النظام، وعن موافقته على نظرية لافروف منح حق الاعتراض للطرفين الذاهبين الى جنيف، بما يعني اعطاء وفد الحكومة حق الاعتراض على مشاركة أي عضو في وفد المعارضة، واذا تذكرنا ان النظام يعتبر كل المعارضين من الارهابيين، عندها يمكن القول ان مؤتمر “جنيف – 2” فاشل قبل ان يعقد، وربما لن يعقد باعتبار ان المعارضة التي دفعت كل هذه الاثمان لن تقبل بالذهاب الى مؤتمر هدفه اقناعها بقبول استمرار النظام وعلى رأسه بشار الاسد. والخلاصة ان الادارة الاميركية – الروسية المشتركة للازمة السورية تشتري وقتاً جديداً لمزيد من القتل!.

29/5/2013 – النهار

Loading

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة